أعلنت لجنة الانتخابات في أرض الصومال فوز زعيم المعارضة عبدالرحمن محمد عبدالله عِرو بمنصب الرئيس، بعد حصوله على 63.92% من أصوات الناخبين، ويمثل هذا الفوز لحظة محورية لحزب المعارضة الرئيسي “وداني”، الذي تفوق مرشحه على الرئيس الحالي موسى بيهي عبدي، الذي كان يسعى إلى ولاية ثانية ولكنه حصل على نسبة تزيد قليلاً عن 30%.
عبدالرحمن عِرو، الذي ولد عام 1955 في مدينة هرجيسا، يحمل سجلاً حافلاً في الدبلوماسية، حيث شغل منصب نائب سفير الصومال في روسيا بين عامي 1988 و1996، وأصبح الآن الرئيس السادس لإدارة أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها من جانب واحد عن الصومال عام 1991، لكنها لم تحصل على اعتراف دولي حتى الآن.
خلال حملته الانتخابية، أعلن عِرو مراجعة اتفاقية مثيرة للجدل أبرمتها الإدارة السابقة مع إثيوبيا، تمنح أديس أبابا منفذًا بحريًا على ساحل بربرة لمدة 50 عامًا مقابل اعتراف إثيوبيا بأرض الصومال كدولة مستقلة، ورغم أنه لم يرفض الاتفاق بشكل صريح، استخدم لغة دبلوماسية تشير إلى احتمال إعادة التفاوض بشأنه.
الخطوة أثارت حفيظة مقديشو التي تعتبر أرض الصومال جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ووصفت الاتفاقية بأنها انتهاك للسيادة الوطنية، ورداً على ذلك أعلنت الحكومة الصومالية استبعاد القوات الإثيوبية من البعثة الأفريقية لحفظ السلام، المقررة في الفترة من 2025 إلى 2029.
يمثل موقع أرض الصومال الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر أهمية بالغة للتجارة الدولية والنفوذ الإقليمي، ومع تطورات كهذه، تبقى التوترات في منطقة القرن الأفريقي محور اهتمام إقليمي ودولي، وسط دعوات لإيجاد حلول تسهم في استقرار المنطقة.