في الآونة الأخيرة، جذب ظهور حيتان الأوركا، المعروفة بذكائها وقوتها الفائقة، اهتمامًا كبيرًا في السواحل السعودية، وخاصة في البحر الأحمر، وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا للصور ومقاطع الفيديو التي توثق لحظات رصد هذه الكائنات البحرية المهيبة، مما أثار نقاشات حول تأثيرها على البيئة البحرية.
يُعتبر ظهور الأوركا مؤشرًا إيجابيًا على صحة المحيطات، حيث تعكس التغيرات البيئية التي قد تؤثر على الحياة البحرية، وقد أشار الباحث البحري يزيد الدريني إلى أن الأوركا هي من الكائنات المهاجرة التي تهاجر لمسافات طويلة بحثًا عن الغذاء، وأن جنوب البحر الأحمر يعد جزءًا من مسار هجرتها السنوي، حيث تسهم هذه الكائنات في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تنظيم أعداد الكائنات البحرية الأخرى.
كما أشار الدريني إلى أن الأوركا تفضل تناول الكبد، وتستهدف بعض الأنواع من القروش، مما يظهر ذكاءها الفائق في استراتيجيات الصيد، وأوضح أن الأوركا تُظهر سلوكًا دفاعيًا ضد أي تهديد قد يؤثر على بيئتها أو غذائها، سواء كان ذلك من القروش أو الحيتان الأخرى.
أما فيما يتعلق بخطر الأوركا على البشر، أكد الدريني أنه لم يتم تسجيل أي حالات هجوم على البشر، ولكنه شدد على ضرورة احترام هذه الكائنات وعدم مضايقتها، إذ قد يؤدي الاقتراب منها بطريقة غير صحيحة إلى تعريض الإنسان للخطر.
من جانب آخر، يُعتبر رصد الأوركا في مياه محمية جزر فرسان في جازان دليلًا على أهمية التنوع البيولوجي في البحر الأحمر، وأهمية الحفاظ على البيئة البحرية لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
يُذكر أن حوت الأوركا، الذي يُطلق عليه أحيانًا “الحوت القاتل”، يعد من أكبر الحيتان المفترسة في المحيطات، ويتميز بتباين لوني واضح بين الأسود في الجزء العلوي والأبيض في الجزء السفلي، ويعيش الأوركا في مجموعات اجتماعية تُسمى الأسراب، ويُعرف باستخدامه الأصوات والحركات للتواصل بين الأفراد، ما يضيف إلى مكانته كأحد أذكى الكائنات البحرية.