في رحلة صريحة مع النفس، كشف الفنان خالد الصاوي عن مرحلة بالغة التعقيد مر بها خلال الثلاثينيات من عمره، حيث وجد نفسه يتصارع مع أسئلة وجودية عميقة حول الإيمان والله، فقد اعترف الصاوي بأنه مر بتجربة الإلحاد، لكنه وصفها بأنها إلحاد صوفي، يحمل في طياته تناقضات عميقة، إذ كان يؤمن بوجود الله بنسبة محدودة، تتراوح بين اليقين والشك، وفي لحظات أخرى ينتابه الشك التام.
عن عودته للإيمان، أرجع الصاوي ذلك إلى مواقف صعبة ومحنة، حيث وجد نفسه في حاجة ماسة إلى قوة أعلى تساعده على تجاوز تلك الأزمات، واعتبر أن طلب النجدة من الله في تلك اللحظات الحاسمة هو أمر طبيعي، وأن إنكار فضل الله بعد النجاة يعد تصرفًا غير منطقي.
كما تحدث الصاوي عن قراره بعدم الإنجاب، والذي اتخذه بسبب إصابته بفيروس سي وتلقيه علاجًا كيميائيًا قويًا، فبسبب تلك المعاناة الصحية، شعر أن جسده مليء بالسموم، مما جعله يخشى أن ينقل أي ضرر إلى طفله المستقبلي، ورغم تأكيده على خطأ هذا القرار، إلا أنه أبدى ندمًا كبيرًا على عدم الزواج والإنجاب في سن مبكرة، ونصح الشباب بأهمية اللياقة البدنية قبل اتخاذ قرار الزواج والإنجاب.
ورغم حبه الشديد للأطفال ورغبته في تكوين أسرة، إلا أن الصاوي يدرك أن تقدمه في العمر سيجعله يشعر وكأنه جد ليس أبًا لطفله، مما قد يمنعه من مرافقته في مراحل حياته المختلفة، ومع ذلك، أكد أنه سيحب طفله بكل حبه، لكنه يخشى ألا يكون لديه الوقت الكافي لمواكبة نموه وتطوره.
على صعيد آخر، تطرق الصاوي إلى تحديات صحية ونفسية عصيبة واجهها، حيث وصف نفسه بأنه كان على حافة الهاوية، يتأرجح بين الحياة والموت، وبين العقل والجنون، وبين الأمل واليأس، وأشار إلى أن هذه التجارب القاسية قد صقلته كإنسان، وجعلته أكثر تمسكًا بالحياة والإيمان.